منذ أكثر من ستة عقود، أي منذ كنا نملك الصحف الفردية، كتبت تحت عنوان: القطار السريع. وكانت وسائل النقل بعد الدواب السيارات بكل أنواعها، وشطراً من الحركة والسير على الأقدام، وكنا أصحاء أكثر يومئذ.
وحين شرعت أسافر إلى العالم العربي وكذلك العالم الغربي والأمريكي والشرق المتقدم كان ترحالي مع الرفيق أو بأهلي، لا سيما الوطن العربي المتقدم حين استعمره الغرب، كانت الوسيلة التي أجنح إليها القاطرة وليس سواها، وكنت سعيداً بهذه الوسيلة الماتعة الجميلة ولا أفكر ولا أتعامل إلا مع البحر والقاطرة، وكانت تلك الوسائل التي أحببت هي اختياري الأول.يوم ملكت مجلة الرائد كان لي عنوان أسبوعي ثابت هو القطار السريع! كان حلمي وكان متعتي ورغبتي وكان هذا الحلم دأبي وهواي، وحين مدّ صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز، رطبّ الله ثراه ورحمه، وكان التموين لنجد وفيه مدينة الرياض تأتي إليه الأرزاق المتنوعة مصدرها الوحيد (جدة) المدينة لمن فيها ولمن يقيم، وكان التموين بأنواعه يرد بحراً قبل أن ينشأ فيها ميناؤها البحري.
كانت العاصمة الرياض تستورد أرزاقها وكل ما يحتاج إليه المستورد من الوطن العربي ومن أوروبا والشرق البعيد والولايات المتحدة! وكان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعيد النظر طموحا حتى قبل أن يحل في الوطن العزيز «الميترو».
جنح الملك ببصيرته الثاقبة القوية إلى تفكير أولي العزائم والبصائر إلى التحول من الاعتماد على (جدة) المدينة والميناء إلى المنطقة الشرقية، ذلك أنها أقرب إلى الرياض من جدة، وكانت البصيرة الطموحة الراقية القوية أن تستورد الأرزاق إلى نجد من الميناء أو الموانئ البحرية في شرق الجزيرة، ذلك أن المسافة بين الشرق ونجد ثلث مسافة جدة ــ نجد، وتحقق الهدف من الطموح القوي العزيز، وكان ما كان بتوفيق الله ثم بذلك العزم والطموح وقوة الإرادة.
لا أريد أن أحلق بعيداً، ذلك أن خير الكلام ما قل ودل كما يقال، وتحقق شيء من الحلم والعزم بعد مضي زمن قد طال بالقياس إلى الإرادة والعزائم! جاءت مرحلة من القطار في شطر عزيز هام؛ الحرمين الشريفين، حيث أنشئ القطار لجدة ومكة والمدينة، وفرح الطامحون بذلك، ولا أذهب بعيداً إذا قلت إن هذه البداية تحتاج إلى سباق الزمن، إنها أيام محدودة لا تتجاوز الثلاثة، حراك القاطرة بين الحرمين الشريفين وبينهما مدينة جدة، ولا أبالغ إذا قلت إن سبل العزائم والطموح يترقب قاطرات تمخر ليل نهار إلى أبعاد ليست خالية. لا كما هي الحال بين الرياض والشرقية نحو أربعمائة كيل، على حين أن المسافة الشاسعة بين جدة وشرق الجزيرة 1400.
لا أبالغ ولا أذهب بعيداً إذا قلت إن المال متاح إلى أهداف الوطن الطموح، ونحن بفضل الله وعونه نستطيع أن نحقق ما نحلم به ونتطلع إليه من سبل البناء السريع والمتميز لا سيما أن الزمن سريع لا يملكه إلا الله، ونردد: وإن بورك في الشباب الطامحين.
الإرادة والعزائم سبل العمل الجاد المتواصل، ذلك أن الإرادة أقوى من المال وشتى الأبعاد، والزمن سريع جداً ومسايرته أن نبني ليل نهار ونعطل يوماً واحداً في الأسبوع ونحد من الإجازات الطوال التي تبلغ نحو خمسة أهلة من العام، والحق سبحانه قال لعباده: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، كنت أحلم وما زلت أرى صفوفاً من القطارات في اتجاهات ثلاثة أو أربعة إن صح تعبيري، نسمع أصواتها في أكثر اتجاهات حياتنا العامة، ولعلي أقول إننا نطمح أن تكون في قارتنا شبكة قطارات عريضة تمخر ليل نهار لحال الأمم في العالم العريض، نراها صفوفاً في مدننا على شواطئ بحارنا غرباً وشرقاً، ونرتاح من الزحمة الغاصة بها سيارات النقل التي توشك أن تكون أكثر من سكان مدننا الكبرى عبر الاتجاهات في محيطنا، وما ذلك على الله بعزيز.
* كاتب سعودي
roma99_5@hotmail.com
وحين شرعت أسافر إلى العالم العربي وكذلك العالم الغربي والأمريكي والشرق المتقدم كان ترحالي مع الرفيق أو بأهلي، لا سيما الوطن العربي المتقدم حين استعمره الغرب، كانت الوسيلة التي أجنح إليها القاطرة وليس سواها، وكنت سعيداً بهذه الوسيلة الماتعة الجميلة ولا أفكر ولا أتعامل إلا مع البحر والقاطرة، وكانت تلك الوسائل التي أحببت هي اختياري الأول.يوم ملكت مجلة الرائد كان لي عنوان أسبوعي ثابت هو القطار السريع! كان حلمي وكان متعتي ورغبتي وكان هذا الحلم دأبي وهواي، وحين مدّ صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز، رطبّ الله ثراه ورحمه، وكان التموين لنجد وفيه مدينة الرياض تأتي إليه الأرزاق المتنوعة مصدرها الوحيد (جدة) المدينة لمن فيها ولمن يقيم، وكان التموين بأنواعه يرد بحراً قبل أن ينشأ فيها ميناؤها البحري.
كانت العاصمة الرياض تستورد أرزاقها وكل ما يحتاج إليه المستورد من الوطن العربي ومن أوروبا والشرق البعيد والولايات المتحدة! وكان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعيد النظر طموحا حتى قبل أن يحل في الوطن العزيز «الميترو».
جنح الملك ببصيرته الثاقبة القوية إلى تفكير أولي العزائم والبصائر إلى التحول من الاعتماد على (جدة) المدينة والميناء إلى المنطقة الشرقية، ذلك أنها أقرب إلى الرياض من جدة، وكانت البصيرة الطموحة الراقية القوية أن تستورد الأرزاق إلى نجد من الميناء أو الموانئ البحرية في شرق الجزيرة، ذلك أن المسافة بين الشرق ونجد ثلث مسافة جدة ــ نجد، وتحقق الهدف من الطموح القوي العزيز، وكان ما كان بتوفيق الله ثم بذلك العزم والطموح وقوة الإرادة.
لا أريد أن أحلق بعيداً، ذلك أن خير الكلام ما قل ودل كما يقال، وتحقق شيء من الحلم والعزم بعد مضي زمن قد طال بالقياس إلى الإرادة والعزائم! جاءت مرحلة من القطار في شطر عزيز هام؛ الحرمين الشريفين، حيث أنشئ القطار لجدة ومكة والمدينة، وفرح الطامحون بذلك، ولا أذهب بعيداً إذا قلت إن هذه البداية تحتاج إلى سباق الزمن، إنها أيام محدودة لا تتجاوز الثلاثة، حراك القاطرة بين الحرمين الشريفين وبينهما مدينة جدة، ولا أبالغ إذا قلت إن سبل العزائم والطموح يترقب قاطرات تمخر ليل نهار إلى أبعاد ليست خالية. لا كما هي الحال بين الرياض والشرقية نحو أربعمائة كيل، على حين أن المسافة الشاسعة بين جدة وشرق الجزيرة 1400.
لا أبالغ ولا أذهب بعيداً إذا قلت إن المال متاح إلى أهداف الوطن الطموح، ونحن بفضل الله وعونه نستطيع أن نحقق ما نحلم به ونتطلع إليه من سبل البناء السريع والمتميز لا سيما أن الزمن سريع لا يملكه إلا الله، ونردد: وإن بورك في الشباب الطامحين.
الإرادة والعزائم سبل العمل الجاد المتواصل، ذلك أن الإرادة أقوى من المال وشتى الأبعاد، والزمن سريع جداً ومسايرته أن نبني ليل نهار ونعطل يوماً واحداً في الأسبوع ونحد من الإجازات الطوال التي تبلغ نحو خمسة أهلة من العام، والحق سبحانه قال لعباده: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، كنت أحلم وما زلت أرى صفوفاً من القطارات في اتجاهات ثلاثة أو أربعة إن صح تعبيري، نسمع أصواتها في أكثر اتجاهات حياتنا العامة، ولعلي أقول إننا نطمح أن تكون في قارتنا شبكة قطارات عريضة تمخر ليل نهار لحال الأمم في العالم العريض، نراها صفوفاً في مدننا على شواطئ بحارنا غرباً وشرقاً، ونرتاح من الزحمة الغاصة بها سيارات النقل التي توشك أن تكون أكثر من سكان مدننا الكبرى عبر الاتجاهات في محيطنا، وما ذلك على الله بعزيز.
* كاتب سعودي
roma99_5@hotmail.com